القائمة الرئيسية

الصفحات




العيد الأضحى بين العادة والعبادة

"خلال أزمة كورونا"
كتب هذا الموضوع من طرف: ياسين أحمادون


العيد الأضحى 


في كل الديانات نجد مجموعة من الطقوس والشعائر ،ومن بين هذه الشعائر نجد هناك أعياد وأفراح ومناسبات قرابية،وهاكذا في الإسلام كغيره من الأديان،يحتفل المسلمون بمجموعة من الأعياد الدينية،كالعيد الأضحى:وهو شعيرة دينية قديمة قدم الإسلام يعتبرونها المسلمين سنة مؤكدة عن الرسول صلى الله عليه وسلم،الذي أخذها عن جده ابراهيم خليل الله حينما فداه الله بكبش عظيم بينما كان قاصدا ابنه اسماعيل عليه  السلام ليذبحة دعوة من الله وإمتحان من الله لمعرفة درجة إيمانه وحسن نيته وهو أعلم بذلك جلا في علاه.
يحتفل المسلمون بهذا العيد في عشر ذي الحجة من كل عام هجري ، وهذا العام سيحل علينا  العيد في ظروف إستثنائية لم يقابل مثلها في التاريخ،وبالحديث عن هذه الظروف فإننا نقصد تمام القصد وباء كورونا أو مايدعى بفيروس كورونا كوفيد 19.والذي ضرب مختلف بقاع العالم ،مما خلف خسائر جد كبيرة لا على المستوى الهرم السكاني ولا على مستوى الإقتصاد،ففي الحالة الأولى خلف خسائر بشرية جد مهولة من وفيات وإصابات،في حين ضرب في الحالة الثانية عجلة الإقتصاد لكثير من بلدان العالم .وبالعودة للحديث عن ظروف الإستثنائية التي سيحل علينا فيها العيد،وهو أنه سيجد الجيوب فارغة لكثير من الأسر في مختلف الطبقات والفئات  الإجتماعية،بسبب توقف نشاطهم المهني وفقدانهم لأشغالهم نتيجة هذه الجائحة.
ونحن نعلم ان في اوساط الأسر المسلمة حرصت الكثير منها على أن تضحي في العيد،مهما كانت حالتهم الإقتصادية،إما عبر القروض والسلف أو بيع أحد المسلزمات المنزلية،وفي غمرة هذا الحرص على المسلم أن يراجع نيته،حتى لا تتحول هذه الشعيرة والعبادة العظيمة التي يتقرب بها العبد إلى ربه إلى عبارة عن عادة إجتماعية ومظهرا من المظاهر الإجتماعية،حتى لا يذهب هذه الأضحية وهذا العمل هباءا وبدل أن يجازى عليه يوثم عليه.

ومن المؤسف أن الكثير من المجتمعات تنظر إلى العيد والأضحية باعتبارها قيمة تبرز الرفاه المعيشي للفرد ومستواه الإقتصادي.أي تحولت العبادة من طقس وشعيرة مقدسة إلى قيمة تعكس الرفاه المعيشي لكل فئة إجتماعية.فقد قال تعالى( لن ينال الله لحومها ولا دمائها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم و بشر المحسنيين) الحج 37. فالله لا ينظر إلى حجم الأضحية ولا نوعيتها ولكن ينظر إلى ما تخفي الصدور.فالمطلوب منا أن نجعل عاداتنا عباداتنا،لا أن تصير عباداتنا عاداتنا ،وبما أن العيد ليس عادة تتكرر كل عام وإنما عبادة تتجدد كل دهر،فعلى المسلم أن يبادر في هذا اليوم إلى فعل الخير وذكر الله،كعيادة المريض ومساعدة المحتاج والتكبير والتهليل ........
الأضحية والعيد الأضحى




يتحمل رب الأسرة مسؤوليات كثيرة منها ما يتعلق بشراء الاضحية وإن كان لا يملك ثمنها،فإنه يرى جيرانه كلهم اشتروها وهذه زوجته التي تلح عليه كل يوم بأن يتحمل مسؤولية شرائها وهاؤلاء أولاده يرو اسر أصدقائهم اشترو الأضاحي بمناسبة العيد،فيجد هاذا الرب نفسه مع الحاحات من جميع أفراد الأسرة فلا يجد شيئا داخل جيبه يفرج كربته ويقضي حاجته. فعلى هذا الرب أن يعلم بأن العيد عبادة وأن محمدا برحمته صلى الله عليه وسلم قذ ضحى عليه كما جاء عن أمنا عائشة رضي الله عنها .أن رسول الله "كان إذا ضحى اشترى كبشين عظيمين سمينين أملحين أقرنيين مجوءين يذبح أحدهما على أمته ومن شهد منهم بالتوحيد وشهد له بالبلاغ،والآخر عن محمد وآله" رواه إمام أحمد

فحينما تصبح العادة عبادة تصبح تلك العبادة مجوفة ليس نية للتقرب من الله بالقدر ماهي مظهر من مظاهر الرفاه واليسر، وفي هذا الخصوص هناك من يضحي بتمدرس أطفاله و بعض مسلزمات البيتية رغبة في شراء الأضحية لكي لا يقال فلان لم يضحي،رغم وضوح الشرائع ويسرها,وهنا اعتبر  محمد موشان,رئيس المجلس العلمي المحلي لدرب السلطان-الفداء بالدار البيضاء أن تكلف الناس فوق الطاقة لشراء الأضحية،تسطيح للدين وسقم في تفسير نصوصه،موضحا أن "كثيرا من المسلمين،جنحوا بالشعيرة من العبادة إلى العادة،فباتوا يرمون من ورائها إلى السمعة والرياء،أكثر من ابتغاء وجه الله"
فالعبادة يجب أن تكون لوجه الله ورجاء رضاه لا أن تصير مظهرا من مظاهر الحياة الإجتماعية يتم من خلالها تقسيم الأشخاص على من هو فقير وعلى من منهم ميسور.     
أنت الان في اول موضوع

تعليقات