من هو ابن خلدون ؟
- هو واحد ممن تمكنوا من تأسيس علم الاجتماع الحديث ، كما أنه تمكن من قيادة المنهج التاريخي من أجل الوصول إلى علم الاجتماع الحديث على شكله الذي وصل إلينا اليوم ، كما أن علم الاجتماع يرتكز على جميع الظواهر الاجتماعية التي ترتبط ببعضها البعض من خلال روابط وظواهر مدروسة جيداً .
كما أنهم قد قالوا أن كل ظاهرة في الحياة لها سبب واضح وصريح ، وأن كل ظاهرة لها سبب في ظهور الظاهرة التي تليها ، أي أن هناك ترابط وثيق فيما بين الظواهر ، كما أنه ناقش جميع الظواهر الحيايتة فلم يترك أي ظاهرة دون تفسير ، كما أنه كثيراً ما اهتم بأمور الانسان ، حيث أنه أخبر أن الانسان لا يمكنه العيش لوحده دون اختلاط في البقية مهما حاول ذلك ، أي الانسان يميل إلى الطابع المدني
- وُلد ابن خلدون في تونس في شهر رمضان من عام 732هـ، وامتازت الفترة التي نشأ فيها ابن خلدون بانتشار العلم، ووفرة الأدب، لا سيّما أنّه تلقى فن الأدب عن والده، كمّا أنّه التحق بمجالس العلم التي كانت تضُم عدّة علماء كبار كان منهم قاضي القضاة محمد بن عبدالسلام، والرئيس أبي محمد الحضرمي، والعلامة الآبلي، فما بلغ ابن خلدون سن العشرين حتى تميّز بعلمه وأدبه، وعُرفَ بعبقريتهِ، فاستدعاه أبو محمد بن تافراكين إلى البلاط الملكي لكتابة العلامة عن السلطان أبي اسحاق، وهي " الحمد لله والشكر لله" التي تُكتب بالقلم الغليظ ما بين البسلمة وما بعدها، سوآء كانت مخاطبة أم مرسوم، ومنذ ذلك بدأت حياة ابن خلدون السياسيّة.
وفي "غرناطة" لقي "ابن خلدون" قدرًا كبيرًا من الحفاوة والتكريم من السلطان "محمد بن يوسف بن الأحمر" ـ سلطان "غرناطة" ـ ووزيره "لسان الدين بن الخطيب" الذي كانت تربطه به صداقة قديمة، وكلفة السلطان بالسفارة بينه وبين ملك قشتالة بِطْرُه بن الهنشة بن أذقونش لعقد الصلح بينهما، وقد أدى ابن خلدون مهمته بنجاح كبير، فكافأه السلطان على حسن سفارته بإقطاعه أرضًا كبيرة، ومنحه كثيرًا من الأموال، فصار في رغد من العيش في كنف سلطان "غرناطة".
ولكن لم تدم سعادة "ابن خلدون" طويلا بهذا النعيم، إذ لاحقته وشايات الحاسدين والأعداء، حتى أفسدوا ما بينه وبين الوزير "ابن الخطيب" الذي سعى به بدوره لدى السلطان، وعندئذ
أدرك "ابن خلدون" أنه لم يعد له مقام بغرناطة بل و"الأندلس" كلها.
وفي تلك الأثناء أرسل إليه "أبو عبد الله محمد الحفصي" ـ أمير "بجاية" الذي استطاع أن يسترد عرشه ـ يدعوه إلى القدوم إليه، ويعرض عليه أن يوليه الحجابة وفاء لعهده القديم له، فغادر ابن خلدون الأندلس إلى بجاية فوصلها في منتصف عام [ 766هـ= 1365م]، فاستقبله أميرها، وأهلها استقبالا حافلا في موكب رسمي شارك فيه السلطان وكبار رجال دولته، وحشود من الجماهير من أهل البلاد.
تعليقات
إرسال تعليق